أفـكــارك
يا تُـرى كم فكرة تدور في بالك في هذه اللحظة أو في هذه المرحلة من عمرك
؟؟فكرة أو اثنتين أو عشر أو عشرون
؟.. مهما يكن لديك من أفكار …
هل نفذت أفكارك على أرض الواقع
؟ هل نفذت بعضها
؟ هل نفذت واحدة فقط منها
؟ هل بدأت بتنفيذ أحد أفكارك
؟ وهل وجدت الامكانيات اللازمة لهذا التنفيذ
؟ وهل اضطررت أن تتخلى عن بعض أفكارك لقصورك المادي أو العلمي عن تنفيذها
؟قد تختلف الإجابات في الأسئلة السابقة ولكن المؤكد أن كل منا خـُلق ولديه إمكانيات وطاقات وهي وإن صغرت أو كبرت فهي محدودة ..
فهل تستطيع إمكانياتك مجاراة أفكارك العظيمة
؟ إن أجبت
بنعم فأنت أحد القلة القلائل الذين يخرجون من كل مليون مليون شخص
!! لا تعجب فأنا لا أسخر منك ولا أحط من قدرك ولكن أروي الواقع من خلال ما أعايشه وأشاهده من أصحاب الأفكار..
في المتوسط أخرج بما لا يقل عن
50 فكرة أسبوعياً من نفسي ومن أصدقائي وزملائي في العمل، ولو قلنا أننا مجموعة مؤلفة من
5 أشخاص أي أن لكل منا
10 أفكار.. فلنفرض أن كل واحد منا احتفظ بأفكاره لنفسه
فماذا سيحدث
؟؟قد نحاول تطبيق فكرة أو فكرتين وقد لا نستطيع تطبيق أي من هذه الأفكار والأسباب كثيرة.. العمل، الدراسة، انتظار المولود الجديد، انتظار الفوز بالسحب على المليون، انتظار خبير معين، انتظار السفر إلى أمريكا أو اليابان
!!… والكثير من الأسباب التي يجري بها الزمن كما يجري بنا.. ومع جريان الزمن قد
نفقد الريادة ونرى فكرتنا وقد وُجدت في السوق ونحن ننظر بأسى ونلوم أنفسنا على التأخير..
ولو فرضنا أن أحدنا باع أو شارك أفكاره لـ
10 جهات مختلفة ومؤهلة لتطبقت كل أفكاره.. رغم احتمال سرقة فكرته
!! ولكن على الإنسان أن ينظر إلى الصورة الكاملة من الإنجازات البشرية.. فالمؤثرون والمشهورون هم ببساطة
رموز للعطاء.. ولا بد أن تعطي شيئاً قبل أن تأخذ وإن أعطيت لابد أن تأخذ،
فلما الخوف إذا
؟ ..
وهل يسرك أن تحتفظ بأفكارك حتى تموت ولم تحقق منها شيئا
؟!!ً ..
فأيهما الأسوأ هنا سرقة الأفكار أم ضياعها بموتك
؟!! فكر وأجب
أردت أن أصل إلى نقطة يحتار فيها الكثير من المفكرين.. وهي ملكية الأفكار.. وكثيرون منهم لديهم الفكرة في الرأس ولكنها غير معلنة أو مكتوبة، إذا
ـفلا حق لهم في أي ملكية .. ـ
يجب أن نعرف أن قوة أفكارنا تنبع من مبدأ المشاركة بالمعرفة وليس البُخل بها ..
يقول برنارد شو الأديب الايرلندي الشهير:
" إذا كانت لديك تفاحة واحدة.. ولدي تفاحة واحدة، وتبادلنا التفاحتين.. سيكون لدي تفاحة واحدة.. ولديك تفاحة واحدة. ولكن.. إذا كان لدي فكرة.. ولديك فكرة.. وتبادلنا الفكرتين.. فسيكون لدى كل منا فكرتين.
"..
الفكرة هي نتاج العقل وهي تراكمية وقد تنبع منها عدة أفكار وقد يكون من أحد أفكارها الفرعية فكرة تغيّر العالم. وتركيب عقولنا وتنوع اهتماماتنا قد يجعل من المستحيل أن نتابع ونطور وننفذ كل ما يخطر علينا من أفكار..
فلماذا لا نشاركها مع الآخرين
؟ قد يكون منهم من لديه القدرة المادية
وتنقصه الفكرة، وقد يكون أحدهم قادراً على تذليل كل الصعوبات المتعلقة بسلطات الترخيص ولديه من العلاقات التي تنفذ في الحديد، وقد يكون أحدهم أكثر تنظيماً منك في إعداد وأرشفة الأفكار وبالتالي تسويقها بطريقة منظمة..
وما نراه في أمريكا وغيرها من الدول التي
تحترم العقول (
وليس منها الوطن العربي - للأسف) إن المبدعين متنوعو الأشكال والألوان والخلفيات الثقافية، فهناك
الهندي و
الصيني و
العربي و
الأفريقي وغيرهم وغيرهم .. وفي النهاية لا يهمهم إلا
الشخص المنتج القادر على خدمة نفسه وغيره .. فبدون خدمة الغير تصبح الحياة سجنا وقيداً عظيماً من الأفكار التي نكدسها حولنا حتى نغرق فيها بكل هدوء
فيختفي ذكرنا بكل هدوء وتكون محصلتنا في الحياة
شخص عادي عاش عادي ومات عادي ولم يترك بصمة في حياة البشرية وما أكثر الذين ينطبق عليهم هذا الوصف.
الأفكار ثقافة عالمية قد تلبس أي ثوب وقد تطبق في كل مكان، وفي شتى المجالات. ولكي تستطيع أن تزيد من قابليتك لإنتاج الأفكار.
اقترح عليك التالي:
1-
التفاؤل والثقة بقدرتك وعدم تصغير نفسك وعقليتك أمام الآخرين.
2-
إذا كانت لديك القدرة والوقت فالسفر مصدر جيد لإنتاج الأفكار أو تعديلها حيث يتيح لك التعرض للعديد من الثقافات والنظم الإدارية والسياسية والاجتماعية.
3-
خُـذ فترة من الراحة من الروتين اليومي المنزلي أو الوظيفي.
4-
حافظ على الرياضة والاسترخاء.
5-
حـاول أن تكون في مجموعة متفائلة تحب النقاش وتبادل الأفكار.
6-
اقرأ ولخص ما قرأت قدر الإمكان وشارك الآخرين بما قرأت.
7-
احضر الدورات المفيدة بعد أن تحدد ما هي النواقص التي تحتاجها لتقوية نفسك.
8-
مارس لعبة “ماذا لو؟” وحدد لها وقتاً ومجالات للنقاش حولها .. وابتعد عن الخوض في الأديان في هذه اللعبة.
9-
استمع لمن حولك بطريقة فعالة واستفد منهم فكل من يتواصل معك قد يعتبر مصدر إلهام لك.
10-
عندما تريد أن تنتقد أحداً .. قدم له حلاً.
11-
إذا خطرت على بالك فكرة ما .. فاكتبها.
12-
أفكارك قد لا تحتويك دائماً .. فبعض الأفكار قد تفيدك وحدك وبعضها قد تفيد بلدك وبعضها قد تفيد الكرة الأرضية وتنقل حياة الناس من مرحلة إلى أخرى .. لذلك فارجع للنقطة الأولى .. لا تستصغر نفسك وعقليتك أمام الآخرين