عذاب الحب مراقب عام
تاريخ التسجيل : 10/09/2010 المشاركات : 8466 التقييم : 25 النقاط : 18202 العمر : 41 الجنس : الإقامة : المهنة : العمل/الترفيه : تصفح الانترنت ومتابعة الاخبار الهواية : مزاجى : همسات صامته
قد يتغير شيء فينا. كما تغير كل شيء من حولنا ولكن أشوقنا تعاودنا وقد عاودني الشوق للقاء نفسي من جديد فهذا اللقاء له مذاقه الخاص . لأنه على صفحات الأوراق أحاول ان ابحث عن نفسي فلا أجدها . أدرك أنها ضاعت في ارض الواقع .
احلامى ألصغيره هي الطريق الوحيد للهروب من قسوة الحياة ابحث عن إنسان يفهمني :. يترفق بي يدرك ضعفي وقوتي وشجاعتي.
يدرك اننى إنسان من البشر ولست ملاك
مطلوب منى دائما إن ابدوا متماسكا .لكنى أريد الصراخ أريد الصراخ دون خجل .لأنه من الصعب إن كل ما يتمناه الإنسان يتحقق حتى لحظه السعادة صعب تجميدها والإبقاء عليها إن السعي وراء صفاء النفس واقع وخيال
إنسان ومكان . وكل شيء له أوجه الماضي والأخر المعتم .
صفاء البحر يتحول ......إلى هياج
نسمه الهواء تتحول ......إلى عاصفة
الحياء ...................... يرحلون
الأصدقاء ................. يتغيرون
وكل شيء في الحياة يتغير وأحلام الإنسان في السعادة تتغير
ابحث عن نفسي بين هولاء فلا أجدها
ابحث عن ذاتي أجدها في أشياء كثيرة براءة الطفولة وأحلام القلب الحزين جمال الأوقات القديمة
اطلب ذلك وأتمناه وأتمناه
الحب جحيم يطاق . والحياه بدون حب عذاب لا يطاق
عـ الـحــب ـذاب
| موضوع: ابن الجوزى أخبار الحمقى والمغفلين الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 14:38 | |
|
تكمله الباب الرابع والعشرون في ذكر المغفلين على الإطلاق
وقف امرأته: فقلت: ما تقول فيمن طلق امرأته ثم وقفها هل يفتقر في هذا الوقف إلى حكم حاكم قال: أما مذهب أبي حنيفة فيفتقر إلى حكم حاكم وأما مذهبنا مذهب الشافعي فيصح الوقف.
إذا مات مريضكم أعلمونا: دخل بعض المغفلين على مريض يعوده فلما خرج التفت إلى أهله وقال: لا تفعلوا بنا كم فعلتم في فلان مات وما أعلمتمونا إذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه.
عن الصقلاطي: أن رجلاً كان عندهم بالجانب الغربي له غلام فبعثه إلى قرية ليأتيه منها بغنم فبعثوا معه من الحملان عشرة وكتبوا معه بعددها رقعة فجاء الغلام بتسعة فقال له سيده: كم سلموا إليك قال: عشرة قال: هذه تسعة.
قال: عدها فجعل يعدها يقول واحد اثنين ثلاثة إلى أن قال تسعة فقال الغلام: والله ما أدري ما تقول وما هي إلا عشرة فقال: ويحك إني أعدها قال: ما هي إلا عشرة وإلا فتدخل إلى عشرة من الرجال وتمسك كل واحد حملاً قال: افعل فأدخلوا عشرة ومسك كل رجل حملاً وبقي واحد فقال له السيد: هذا ما معه شيء فقال: هذا مدير كان يدخل ويأخذ في الأول.
الماصفر إلى عكبرى: حكي أن رجلاً أراد السفر إلى عكبرى فصادف زورقاً مصعداً فاكترى فيه بدرهم فلما ساروا قليلاً قالوا: ليت لنا مداداً نكتريه فقال: أنا فأعطوه الدرهم وقام بمدهم.
عجوز عزت في الميت والعليل: قال: دخلت عجوز على قوم تعزيهم بميت فرأت في الدار عليلاً فرجعت وقالت: أنا والله يشق علي المشي وأحسن الله عزاءكم في هذا العليل أيضاً.
قال البزار: دخلنا إلى أبي حامد وهو عليل فقلنا: كيف تجدك فقال: أنا بخير لولا هذا الجار دخل علي أمس وقد اشتدت بي العلة فقال: يا أبا حامد علمت أن ذنجويه مات! فقلت: رحمه الله.
قال: دخلت على المؤمل بن الحسن اليوم وهو في النزع فقال: يا أبا حامد ابن كم أنت! قلت: في السادسة والثمانين قال: أنت إذن أكبر من أبيك يوم مات.
لا يدري من طلق الرجل أم المرأة: عن أبي الفضل أحمد الهمذاني قال: جاءت امرأة إلى القاضي وذكرت أن زوجها طلقها فقال القاضي: لك بينة! فقال: نعم: جار لنا قال: فأحضرته فقال القاضي: أسمعت طلاق هذه المرأة! فقال: يا سيدي خرجت إلى السوق فاشتريت لحماً وخبزاً ودبساً زعفراناً فقال له القاضي: ما سألتك عن هذا هل سمعت طلاق هذه المرأة قال: ثم تركته في البيت وعدت فاشتريت حطباً وخلاً فقال: دع هذا عنك فقال: ما أحسن الحديث من أوله ثم قال: جلت في الدار جولة فسمعت زعقاتهم وسمعت الطلاق الثلاث فما أدري أهي طلقته أم هو طلقها.
جاهل قتل نفسه: قال: حدثني جماعة من أهل سابور فيهم كتاب وتجار وغير ذلك أنه كان عندهم في سنة نيف وأربعين وثلاثمائة شاب من كتاب البلد وهو ابن أبي الطيب القلانسي الكاتب فخرج إلى بعض شأنه من الرستاق فأخذه الأكراد وعذبوه فطلبوا منه أن يشتري نفسه منهم فلم يفعل فكتب إلى أهله: اهدوا لي أربعة دراهم أفيون واعلموا أنه هو دواء أشربه فيلحقني سكتة فلا يشك الأكراد أني ميت فيحملوني إليكم فإذا جعلت عندكم فأدخلوني الحمام واضربوني ليحمى بدني وشكوني بالإبار فإني أفيق وكان الفتى متخلفاً وقد سمع أنه من شرب الأفيون اسكت فإذا دخل الحمام وضرب كما ذكر برأ ولم يدر مقدار شربه من ذلك فشرب أربعة دراهم فلم يشك الأكراد في موته فلفوه وأنفذوه إلى أهله فلما حصل عندهم أدخلوه الحمام ضربوه وشكوه فما تحرك وأقام في الحمام أياماً فرآه الأطباء فقالوا: هذا قد تلف كم شرب من الأفيون! قالوا: أربعة دراهم فقالوا: هذا لو شوي في جهنم ما عاش إنما يجوز أن يفعل هذا بمن شرب أربعة دوانيق أو وزن درهم فأما هذا فقد مات.
فلم يقبل أهلوه وتركوه في الحمام حتى تغير فدفنوه وانعكست حيلته على نفسه.
وليس لداء الركبتين طبيب: ذكر أبو الحسين بن برهان: عاد رجلاً مريضاً فقال له: ما علتك! قال: وجع الركبتين فقال: والله لقد قال جرير بيتاً ذهب مني صدره وبقي عجزه وهو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب فقال المريض: لا بشرك الله بالخير ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه.
غفلة عائد مريض: دخلت مرة على بعض أصدقائي وفيهم مريض العين ومعي بعض المغفلين فقال له المغفل كيف عينك! قال: تؤلمني فقال: والله إن فلاناً آلمته عينه أياماً ثم ذهبت.
فاستحييت واستعجلت الخروج.
توبة الجاهل: عن علي بن المحسن عن أبيه قال: بلغنا أن رجلاً أسرع في ماله فبقي منه خمسة آلاف دينار فقال: أشتهي أن يفنى بسرعة حتى أنظر إيش أعمل بعده فقال له بعض أصحابه: تبتاع زجاجاً بمائة دينار وتبقيه وتنفق خمسمائة دينار في أجور المغنيات في يوم واحد مع الفاكهة والطعام فإذا قارب الشراب أن يفنى أطلقت فأرتين بين الزجاج وأطلقت خلفهما سنوراً فيتعادون في الزجاج فيتكسر وننهب نحن الباقي فقال: هذا جيد فعمل ذلك وجعل يشرب فحين سكر أطلق الفأرتين والسنور وتكسر الزجاج وهو يضحك فقام الرفقاء وجمعوا الزجاج المكسر وباعوه قال الذي أشار عليه: فمضيت إليه بعد فإذا هو قد باع قماش بيته وأنفقه ونقض داره وباع سقوفها حتى لم يبق إلا الدهليز وهو نائم فيه على قطن متغط بقطن فقلت: ما هذا! قال: ما تراه فقلت: بقيت في نفسك حسرة! قال: نعم أريد أرى المغنية فأعطيته ثياباً فلبسها فرحنا إليها فدخل عليها فأكرمته وسألته عن خبره فحدثها بالحال فقالت: قم لئلا تجيء ستي وليس معك شيء فتحرد علي لم أدخلتك فاخرج حتى أكلمك من فوق فخرج وجلس ينتظر أن تخاطبه من الطاقة فسكبت عليه مرقة سكباج فصيرته فضيحة فبكى وقال: يا فلان لا تبلغ من أمري هذا أشهد الله وأشهد أني تائب قلت: إيش تنفعك التوبة الآن ورددته وأخذت ثيابي وبقيت ثلاث سنين لا أعرف له خبراً فبينا أنا في باب الطاق يوماً إذ رأيت غلاماً خلف راكب فلما رآني قال: فلان.
فعلمت أنه صاحبي وأن حاله قد صلحت فقبلت فخذه فقال: قد صنع الله وله الحمد البيت فتبعته فإذا بالدار الأولى قد رمها وجعل فيها أسباباً وأدخلني حجرة أعدها له وفيها فرش حسان وأربعة غلمان وجاء بفاكهة متوسطة وطعام نظيف إلا أنه قليل فأكلنا ومد ستارة فإذا بغناء طيب فلما طابت نفسه قال: يا فلان تذكر أيامنا الأولى! قلت: نعم قال: أنا الآن في نعمة متوسطة وما وهب لي من العقل والعلم بأبناء الزمان أحب إلي من تلك النعمة تذكر يوم عاملتني المغنية بما عاملتني به فقلت: من أين لك هذا المال! قال: مات خادم لأبي وابن عم لي بمصر في يوم واحد فخلفا لي ثلاثين ألف دينار فحملت ووصلت إلي وأنا بين القطن كما رأيت فعمرت الدار واشتريت ما فيها بخمسة آلاف دينار وجعلت خمسة آلاف تحت الأرض للحوادث واشتريت عقاراً بعشرة آلاف وأمري يمشي وأنا في طلبك منذ سنة لترى رجوع حالي ومن دوام صلاح حالي أن لا أعاشرك أخرجوه يا غلمان قال: فجروا برجلي وأخرجوني وكنت ألقاه بعد في الطريق فإذا رآني ضحك.
أعني أيها الأمير على بناء داري: دخل ربيعة بن عقيل اليربوعي على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين أعني على بناء داري فقال: أين دارك قال: بالبصرة وهي أكثر من فرسخين في فرسخين فقال له: فدارك في البصرة أم البصرة في دارك! من كل شيء يتحفظ الأحمق إلا من نفسه: قال ابن سلام: وهب المهدي لبعض ولد يعقوب بن داود وزيره جارية فلما كان بعد أيام سأله فقال: يا أمير المؤمنين ما وضعت بيني وبين الأرض مطية أوطأ منها حاشا السامع فالتفت المهدي إلى يعقوب فقال له: من ترى يعني أنا أو أنت! فقال يعقوب: من كل يتحفظ الأحمق إلا من نفسه.
لا يعرف ما يجهل الخليفة: دخل رجل على المهدي فأنشده شعراً فقال فيه: وجوار زفرات فقال المهدي: أي شيء زفرات قال: وما تعرفها يا أمير المؤمنين قال: لا والله قال: فأنت أمير المؤمنين وسيد المرسلين ما تعرفها أعرفها أنا كلا والله.
الخطيب الأحمق: ذكر عن عبد الله بن ظبيان أنه خطب فقال الناس: أكثر الله فينا مثلك قال: لقد كلفتم ربكم شططا.
المتوفي والمتوفى: حكى إسحاق بن إبراهيم قال: حضرت جنازة لبعض القبط فقال رجل منهم: من المتوفي! فقلت: الله فضربت حتى كدت أموت.
دخل أبو تمام على أبي طالب في صبيحة ليلة باردة فقال له: البارحة نالني البرد وكان عندي لحاف فيه أربعة أمنان قطن فطويته طاقين فصار ثمانية أمنان قطن وتغطيت به.
البئر من جهتنا لم تنجس: قال أبو سيار: كان بيني وبين جار لي بئر فوقعت فيه فأرة فبقيت متحيراً لأجل الوضوء فقال لي جاري: لا تضيق صدرك تعال استق من عندنا وتوضأ.
ابن لم يمت ولكن يستحق النواح: ضاع لرجل ولد فجاؤوا بالنوائح ولطموا عليه وبقوا على ذلك أياماً فصعد أبوه يوماً الغرفة فرآه جالساً في زاوية من زواياها فقال: يا بني أنت بالحياة أما ترى ما نحن فيه! قال: قد علمت ولكن ها هنا بيض قد قعدت مثل القرقة عليه ما يمكنني أن أبرح أريد فريخات أنا أحبهم.
فاطلع أبوه إلى أهله فقال: قد وجدت ابني حباً ولكن لا تقطعوا اللطم عليه ألطموا كما كنتم.
الأب والإبن مغفلان: كان بعض المغفلين يأكل مع ابنه رأساً وكان أبوه أكثر تغفلاً منه فقال: يا أبت إن خرج عليك الكعب فأعطني إياه لألعب به فقال أبوه: سخنت عينك هو سمك مشوي حتى يكون فيه كعب! أب يؤدب ابنه: قال بعضهم: دخلت الكوفة فرأيت صبياً قائماً عند شق حائط ومعه خبز وهو يكسر اللقمة ويتركها في شق الحائط ويأكلها فبينما أنا أنظر إليه إذ أقبل أبوه فرأى ما يفعل فقال: إيش تصنع! قال: يا أبت هؤلاء قد طبخوا سكباجة ويأتي النسيم بريحها فآكل خبزي فلطمه أبوه وقال: تتعود من صغرك أن لا تأكل خبزاً إلا بأدام.
كيف يعبر الحمقى عن مرادهم: رأى بعض المغفلين صديقاً له فقال.
طلبتك اليوم عشرين مرة وهذه الثالثة.
ورأى صديقاً له فقال له: أطلبك فإذا وجدتك تنسل مني كأنك دبق أنا أمص الثلج وأرمي تفله: مرض بعض المغفلين فدخل عليه طبيب فسأله عن حاله فقال: قد اشتهيت الثج فقال: الثلج يزيد في رطوبتك فينقص من قوتك فقال: أنا أمصه وأرمي تفله.
وقف شيخ بباب مسجد والمؤذن يقيم الصلاة فدخل فرأى المؤذن هيبته وشيبته فسأله أن يصلي بهم فامتنع فتقدم المؤذن وصلى بهم فلما فرغ أقبل على الشيخ فقال له: ما منعك أن تصلي بنا فتكسب أجراً فقال: أنا وحقك إذا كنت على غير طهارة لم أصل إماماً.
محبة غريبة: حكى عبد الله النوفلي قال: قال مدني: إني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً لم يحبه أحد قط قيل: وما بلغ من حبك له قال: وددت أن عمه أبا طالب أسلم ويسر النبي بذلك وأموت كافراً بدله.
نيته حسنة ولفظه خطأ: قال: ذهب بصر عمرو بن هذاب فدخل عليه إبراهيم بن مجاشع فقام بين يديه فقال: يا أبا أسيد لا تجزعن من ذهاب عينيك وإن كانتا كريمتان عليك فإنك لو رأيت ثوابهما في ميزانك تمنيت أن يكون الله قد قطع يديك ورجليك ودق ظهرك وأدمى ظلفك قال: فصاح به القوم وضحك بعضهم فقال عمرو: معناه صحيح ونيته حسنة وإن كان قد أخطأ في اللفظ.
عائلة مغفلة: جاء بعض المغفلين إلى أمه فقال لها: معي قيراطان إلا حبة فاحفظيهما لي ثم عاد فأخذها فوزنها فقالوا له نصف دانق فجاء وخاصم أمه فدخل أبوه فقال: لم تخاصمها فقال: أعطيتها قيراطين إلا حبة فردت علي نصف دانق فقال أبوه: ما تستحي من الله تخاصم أمك على نقصان حبتين.
ذكرني وجع ضرسي: قال أحمق لغلامه: إذا مررنا بالطبيب فذكرني وجع ضرسي حتى أسأله عن الدواء فقال: يا مولاي إن كان ضرسك يوجعك فسوف تذكره.
أحمق يزور مريضاً: كان بعض الحمقى إذا غضب يقول: الله المستعين.
دخل أحمق على مريض فقال: إذا رأيتم المريض على هذه الحال فاغسلوا أيديكم منه.
دعاء الأحمق: دعا بعض الحمقى لبعض الولاة فقال: كتب الله سعادتك وضاعف عليك العدو.
قيل لكثير: إن الناس محدثون إنك الدجال فقال: والله لئن قلتم هذا أني لأجد في عيني ضعفاً منذ أيام.
هل سمعت شيئاً: وقال: ضرط أبو النجم في ليلة ضرطتين فخاف أن تكون امرأته قد سمعته فقال: أسمعت شيئاً قالت: لا ما سمعت منهما شيئاً فقال: لعنك الله فمن أعلمك أنهم اثنتان ما أحسن العلم: قال بعضهم: رأيت رجلاً محموماً مصدعاً يأكل التمر ويجمع النوى فقلت: ويحك أنت بهذه الحال وتأكل التمر فقال: يا مولاي عندي شاة ترضع وما لها نوى فأنا آكل هذا التمر مع كراهيتي له لأطعمها النوى فقلت: أطعمها التمر والنوى قال: أو يجوز ذلك! قلت: نعم قال: والله لقد فرجت عني لا إله إلا الله ما أحسن العلم.
لجام الفرس السابق لي: أجريت خيل فطلع منها فرس سابق فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر فقال له رجل إلى جانبه: أهذا الفرس لك قال: لا ولكن اللجام لي.
رأى قبيصة بن المهلب جراداً يطير فقال لمن حوله: لا يهولنكم ما ترون فإن علامة ذلك موتي.
يأجوج ومأجوج يسألان في القبر: دخل بعض المغفلين على رجل يعزيه بأخ له فقال: أعظم الله أجرك ورحم أخاك وأعانه على ما يرد عليه من مسألة يأجوج ومأجوج فضحك من حضر وقالوا له: ويحك ويأجوج ومأجوج يسائلان الناس فقال: لعن الله إبليس أردت أن أقول هاروت وماروت.
ألبسي المتوفاة خفها: ماتت إمرأة فاشترى لها زوجها كفناً قصيراً فقالت له الغاسلة: الكفن قصير فقال: ألبسيها خفها.
غفلة مزين: وعظ بعض القصاص فقال: إذا كان يوم القيامة خرج من النار رأس عظيم من صفته كذا وكذا.
وفي المجلس رجل يميد من الخوف فقال له: ما الذي بك أتنكر قدرة الله قال: لا بل إني رجل مزين فلو كلفت حلق هذه الرأس كيف كنت أعمل.
سمع بعض المغفلين أن صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة فصام إلى الظهر وأكل وقال: يكفيني ستة أشهر.
ركبه الأسد وأحدث في سرواله: اعترض الأسد قافلة فرآه رجل منهم فخر إلى الأرض فركبه الأسد فشد القوم بأجمعهم على الأسد واستنقذوه فقالوا له: ما حالك قال: لا بأس علي ولكن خرى الأسد في سراويلي.
تغبير الحمام: دخل بعض المغفلين حماماص وقد بخر فظن غباراً فقال للقيم: كم قلت لك لا تغبر يوم أدخل الحمام.
من هو الميت مات لأبي العطوف ابن فقال للحفار: أضجعه على جنبه الأيسر فإنه أهضم للأكل.
وحضر رجل مع قوم في جنازة رجل فنظر إلى أخ الميت فقال: هذا الميت أم أخوة.
متاع أمير المؤمنين: قال المأمون لمحمد بن العباس: ما حال غلتنا بالأهواز وسعرها قال: أما متاع أمير المؤمنين فقائم على سوقه وأما متاع أم جعفر فمسترخ فقال: أغرب لعنك الله.
ينبت الفرو: اشترى لقمان بن محمد فرواً فقال: أرى شعره قصيراً أترى ينبت.
عمر البنت: قال أبو العيناء: كنت بحمص فمات لجار لي بنت فقيل له: كم لها قال: ما أدري ولكنها ولدت أيام البراغيث.
كانوا اثنين فمات الأوسط: قال الأصمعي: قلت لرجل أين كنت قال: ذهبت في جنازة ابن فلان قلت: فأي ولده كان قال: كانوا اثنين فمات الأوسط.
ماذا قال لك في الحلم: قال ثمامة: جاءني رجل فقال: رأيت البارحة أمير المؤمنين يسارك وأنت تنظر إلي فبالله أي عض الكلب انتقاماً: حكي أن بعض المغفلين مسك كلباً وعضه فقال: هذا عضني منذ أيام وأنا أريد أن أخالف قول القائل: السريع: شاتمني عبد بني مسمع فصنت عنه النفس والعرضا ولم أجبه لاحتقاري له ومن يعض الكلب إن عضا حماقات متنوعة: قيل لمغفل: قد سرق حمارك فقال: الحمد الله الذي ما كنت عليه.
نظر رجل في الجب فرأى وجهه فعاد إلى أمه فقال: في الجب لص فجاءت الأم فاطلعت فقالت: أي والله ومعه فاجرة.
ذكر رجل بين يدي رجل فقال: إنه رجل سوء قيل له: من أين علمت قال: أفسد بعض أهلي قيل: ومن أفسد قال: أمي صانها الله.
سئل بعضهم عن مولده فقال: ولدت رأس الهلال للنصف من رمضان بعد العيد بثلاثة أيام احسبوا الآن كيف شئتم.
كتب بعضهم إلى أبيه: كتابي إليك يوم الجمعة عشية الأربعاء لأربعين ليلة خلت من جمادى الأوسط وأعلمك أني مرضت مرضة لو كان غيري كان قد مات.
فقال أبوه: أمك طالق ثلاثاً لو مت لما كلمتك أبداً.
أعطني يا رب واختبرني: دعا بعض المغفلين فقال: اللهم ارزقني خمسة آلاف درهم حتى أتصدق منها بألفي درهم وإن لم تصدقني فادفع إلي ثلاثة آلاف درهم واحبس الباقي فإن تصدقت وإلا فتصدق بها على من شئت.
يحمل الصبي ويسأل عنه: خرج بعض المغفلين من منزله ومعه صبي عليه قميص أحمر فحمله على عاتقه ثم نسيه فجعل يقول لكل من رآه: رأيت صبياً عليه قميص أحمر فقال له إنسان: لعله الذي على عاتقك فرفع رأسه ولطم الصبي وقال: يا خبيث ألم أقل لك إذا كنت معي لا تفارقني.
كيف بنيت مئذنة الجامع: نظر بعض المغفلين إلى منارة الجامع فقال: ما كان أطول هؤلاء الذين عمروا هذه! فقال آخر: لم صار حماراً: قال: ورأيت رجلاً طويل اللحية على حمار يضربه فقلت: ارفق به فقال: إذا لم يقدر يمشي فلم صار حماراً! مفاخرة مصري ويمني: تفاخر مصري ويمني فقال المصري: هلكت والله اليمن إذ لم يكن منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدخل الجنة أهلها فقال اليمني: فابن المهلب وأولاده يحاربون عليها حتى يدخلوها بالسيف.
دعاء مغفل: كان بعض المغفلين يقول: اللهم اغفر لي من ذنوبي ما تعلم وما لا تعلم.
قدوم الأحمق وسفره: قدم رجل من الحمقى فسأل رجل متى قدمت! قال: غداً قال: لو قدمت اليوم سألتك عن إنسان فمتى تخرج قال: أمس قال: لو أدركتك كتبت معك كتاباً.
كان لبعض الأدباء ابن أحمق وكان مع ذلك كثير الكلام فقال له أبوه ذات يوم: يا بني لو اختصرت كلامك إذ كنت لست تأتي بالصواب! قال: نعم فأتاه يوماً فقال: من أين أقبلت يا بني قال: من سوق.
قال: لا تختصر ها هنا زد الألف واللام قال: من سوقال قال: قدم الألف واللام قال: من ألف لام سوق قال: وما عليك لو قلت: السوق فوالله ما أردت في اختصارك إلا تطويلاً.
وقال هذا الولد يوماً لأبيه: يا أبت اقطع لي جباعة قال: وما جباعة في الثياب قال: ألست قلت لي اختصر كلامك يعني جبة ودراعة.
عزم على بيع نصف داره ليشتري النصف الآخر: اشترى بعض المغفلين نصف دار فقال يوماً: قد عزمت على بيع نصف الدار الذي لي واشترى بثمنه النصف الآخر حتى تصير الدار كلها لي.
رسالة تعزية من مغفل: كتب بعض المغفين إلى رجل يعزيه بابنته: بلغني مصيبتك وما هي بمصيبة وقد جاء بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من توفيت له بنت كان له من الأجر ذهب والله عني ومن توفيت له اثنتان كان له من الأجر مثل الذي ذهب عني مرتين وبعد فقد ماتت عائشة بنت مغفل يعلم الأدب: كان محمد بن أبي سعيد سليم الجانب وقد سمع من أبي الحسين الطيوري يسأل بعض من يعرف الأدب أن يعلمه شيئاً من العربية فقال: إذا دخلت على أحد فقل أنعم الله صباحك فربما كان يدخل على أحد آخر النهار فيقول: أنعم الله صباحك فيضحك.
نجم آدم ونجم إدريس: حكى أقضى القضاة الماوردي قال: كنت جالساً في مجلس مقبلاً على تدريس أصحابي فدخل علينا شيخ قد ناهز الثمانين أو جاوزها فقال لي: قد قصدتك في مسألة اخترتك لها فقلت: وما هي! وظننته يسأل عن حادثة حدثت له فقال: أيها الشيخ أخبرني عن نجم إبليس ونجم آدم ما هما فإن هذين لا يسأل عنهما لعظم شأنهما إلا علماء الدين قال: فعجبت منه وعجب من في المجلس من سؤاله وبدر جماعة بالإنكار عليه والإستخفاف به فكففتهم عنه وقلت: هذا لا يقنع مما ظهر من حاله إلا بجواب مثله فأقبلت عليه وقلت: يا هذا إن نجوم الناس لا تعرف إلا بمعرفة موالدهم فإن ظفرت بمن يعرف ذلك فاسأله فقال: جزاك الله خيراً.
وانصرف مسروراًن فلما كان بعد أيام عاد وقال: ما وجدت إلى وقتي هذا من يعرف مولد جارية واحدة للأخوين: قيل للفضل بن عبد الله: ما لك لا تتزوج قال: إني دفع لي أبي جارية ولأخي فقيل: ويحك دفع إليك وإلى أخيك جارية واحدة قال: وايش تتعجب من هذا هوذا جارنا فلان له جاريتان.
تلطم لموت طفل لم يولد: قال أبو العنبس: اجتزت في بعض الطريق لحاجة فإذا امرأة عرضت لي فقالت: هل لك أن أزوجك جارية فيجيئك منها ابن قلت: نعم قالت: وتدخله الكتاب فينصرف فيلعب فيصعد إلى السطح فيقع فيموت وصرخت ويلاه ولطمت ففزعت وقلت: هذه مجنونة.
وهربت من بين يديها فرأيت شيخاً على باب فقال: ما لك يا حبيبي فقصصت عليه القصة فلما انتهيت إلى موضع لطمها استعظم ذلك وقال: لابد للنساء من البكاء إذا مات لهن ميت فإذا هو أحمق منها وأجهل.
لم تتسخ ثيابه بعد: قال رجل آخر: رأيت البارحة أباك في المنام وثيابه وسخة فقال: قد كفنته أمس في أربعة وقيل لبعض أهل الموصل: كم بينكم وبين موضع كذا قال: ثلاثة أميال ذاهب وميلين جاي.
قصر الليل والنهار معاً: قال ثمامة لحاجبه: عجل الفراغ مما أمرتك به فقد قصر النهار.
فقال: أي والله يا سيدي والليل أيضاً قد قصر.
لا أدعو لأبي: دعا بعض المغفلين فقال: اللهم اغفر لأمي وأختي وامرأتي فقيل له: لم تركت ذكر أبيك قال: لأنه مات وأنا صبي لم أدركه.
لست من هذا البلد: قال عبد الله بن محمد: قلت لرجل مرة: كم في هذا الشهر من يوم فنظر إلي وقال: لست أنا والله من هذا البلد.
قال أبو العباس: سألت رجلاً طويل اللحية فقلت: إيش اليوم فقال: والله ما أدري فإني لست من هذا البلد أنا من دير العاقول.
انكسرت خشبة في سقف بعضهم فمضى يشتري عوضها فقيل: كم تريد طولها فقال: سبعة في ثمانية.
اسم غلام: قال بعضهم: ولد لي غلام الليلة فسميته باسم خالته.
تعزية في غلام: أصيب بعضهم بمصيبة فقيل له: عظم الله أجرك فقال: سمع الله لمن حمده.
لماذا يبكي الشيخ: قال الجاحظ: دخلت الكوفة فبينا أطوف أنا في طرقاتها رأيت شيخاً ذا هيبة جالساً على باب داره ومن جانب الدار صياح فقلت له: يا عم ما هذا الصياح فقال: هذا رجل افتصد فبلغ موضع شاذروانه فمات يريد شريانه.
قال الحجاج بن هرون لصديق يحبه: أنا والله لك مائق يريد وامق.
شهادة المغفل: شهد رجل عند والٍ فقال: سمعت بأذني وأشار إلى عينه ورأيت بعيني وأشار إلى أذنيه بأنه جاء إلي رجل فتلبب بعنقه وأشار إلى صدره وما زال يضرب خاصرته وأشار إلى فكه فقال له الوالي: أحسبك قد قرأت كتاب خلق الإنسان قال: نعم قرأته على الأصمعي.
القاضي الممتحن: دخل بعض المغفلين إلى بعض القضاة فجلس بين يديه فقال: أعدمني الله القاضي مات فلان والذي ما خلفوا بعدي سواهم وهوذا يظلموني إخوتي نسيباتي تسعة وهم واحد وكل يوم يجعلون عمامتي في عنق القاضي يجرونه إلي فقال القاضي: ليس الممتحن غيري.
رجل جدير بأن يحسد: وقال أبو العنبس: صحبني رجل في سفينة فقلت له: ممن الرجل فقال: من أولاد الشام ممن كان جدي من أصدقاء المنصور علي بن أبي سالم شاعر الأنبار وكان من الذين بايعوا تحت الشجرة مع أبي سالم بن يسار في وقعة الفاروق أيام قتل الحجاج بن يونس بالنهروان على شاطىء الفرات مع أبي السرايا قال أبو العنبس: فلم أدر على أي شيء أحسده على معرفته بالأنساب أم على بصره بأيام الناس أم حفظه للسير.
لو كنت أنا أنا: قال الحسن بن يسار: قلت لبعضهم: إن فلاناً ليس يعدك شيئاً فقال: والله لو كنت أنا أنا وأنا ابن من أنا منه لكنت أنا أنا وأنا ابن من أنا منه فكيف وأنا أنا وأنا ابن من أنا منه.
شدة الموت في نظر الأحمق: سمع بعض الحمقى قوماً يتذاكرون الموت وأهواله فقال: لو لم يكن في الموت إلا أنك لا تقدر أن تتنفس لكفى.
يا سيدي أنا ناقة: قال ثمامة لخادمه: اذهب إلى السوق واحمل كذا وكذا فقال: يا سيدي أنا ناقة وليس في ركبتي دماغ فقال ثمامة: ولا في رأسك.
ورئي أعمى يمشي في الطريق ويقول: يا منشىء السحاب بلا مثال.
العلامة الفارقة لخصمه: دخل رجل على المعتضد فقال: يا أمير المؤمنين إن فلاناً العامل ظلمني قال: ومن فلان قال: والله لا أدري اسمه ولكن في خده الأيمن خال أو ثؤلول أو أثر لطمة أو أثر حرق نار أو أثر مسمار أو في خده الأيسر.
وكان له مرة غلام يقال له: جرير أو نجم إلا أن في اسمه طاء أو لام فضحك المعتضد وقال: كأنه موسوس قال: سلني عما شئت حتى أجيبك قال: كم أصبع لك قال: ثلاثة أرجل فأمر بإخراجه فقال: ما أقول لبنتي إذا دخلت وقد فتحت حجرها لأطرح فيه الجوز يوم العيد فأمر المعتضد أن يحمل معه إلى منزله طعام وجائزة.
دخل بعضهم إلى المستراح فأراد أن يحل لباسه فحل أزراره وخرى في لباسه.
فائدة الأذنين: حكي أن جماعة من أهل حمص تذاكروا في حديث الأعضاء ومنافعها فقالوا: الأذن للشم والفم للأكل واللسان للكلام فما فائدة الأذنين! فلم يتوجه لهم في ذلك شيء فأجمعوا على قصد بعض القضاة ليسألوه فمضوا فوجدوه في شغل فجلسوا على باب داره وإذا هناك خياط فتل خيوطاً ووضعها على أذنه فقالوا: قد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه وإنما خلقت للخيوط.
وانصرفوا مسرورين مما استفادوه.
العنز يتيم في حجرها: قال الجاحظ: مررت بحمص فمر عنز يتبعه جمل فقال رجل لرجل معه: هذا الجمل من هذا العنز فقال له: لا ولكنه يتيم في حجرها.
لماذا نفر الفرس: عرض هشام بن عبد الملك الجند فأتاه رجل حمصي بفرس كلما قدمه نفر فقال هشام: ما هذا قال الحمصي: يا سيدي هو جيد لكنه شبهك ببيطار كان يعالجه فنفر.
وفد أهل حمص إلى الرشيد: اجتاز أهل حمص بشيخ لهم لم يكن فيهم أعقل منه ولا أكمل مع ابنين له معروفين عندهم بالعقل والكمال فأوفدهم إلى الرشيد لمظلمة كانت بهم فلما وردوا الباب وأذن لهم دخل الشيخ فقال: السلام عليك يا أبا موسى فعلم أنه أحمق وأمره بالجلوس ثم قال: أحسبك قد طلبت العلم وجالست العلماء قال: نعم يا أبا موسى قال: من جالست من العلماء قال: أبي قال: وما كان يقول في عذاب القبر قال: كان يكرهه فضحك الرشيد ومن حضر ثم قال: يا شيخ من حفر البحار فيما سمعت فسكت الشيخ فقال أحد ولديه: قد حفرها موسى حين طرق له قال: فأين طينها فقال الولد الثاني: الجبال ففرح الشيخ بحسن جواب ولديه وفد على الرشيد ثلاثة من حمص فدخل أحدهم فرأى غلاماً على رأسه فظنه جارية فقال: السلام عليك يا أبا الجارية فصفع وأخرج فدخل الثاني فقال: السلام عليك يا أبا الغلام فصفع وأخرج فدخل الثالث فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: كيف صحبت هذين الأحمقين قال: يا أمير المؤمنين لا تتعجب منهم فإنهم لما رأوك بهذا الزي ورأوا لحيتك طويلة قدروا أنك أبو فلان فقال الرشيد: أخرجوه قبح الله بلدة هؤلاء خيارهم.
ما أحسن ما تروي: قال بعضهم: رأيت رجلاً ألحى قائماً في حلقة قاص يقص مقتل عثمان بن عفان فلما فرغ قال الألحى: أعيذك بالله ما أحسن ما تروي كلام منصور بن عمار.
المنجد المغفل: قال الجاحظ: مررت بمنجد في قنطرة بردان طويل اللحية وامرأة تطالبه بشيء لها عنده وهو يقول: رحمك الله متاعك جاءني يحتاج إلى حشو كثير وأنت من العجلة تمشين على أربع.
أنا أعرف الناس به: قال أبو حاتم: سأل رجل أبا عبيدة عن اسم رجل فقال: ما أعرف اسمه.
فقال له بعض لحية الشيخ: خرج عبادة ذات يوم يريد السوق فنظر في بعض طرقه إلى شيخ طويل اللحية كلما أراد أن يتكلم بادرته لحيته فمرة يدسها في جيبه ومرة يجعلها تحت ركبته فقال له عبادة: يا شيخ لم تترك لحيتك هكذا قال: فتريد أن أنتفها حتى تكون مثل لحيتك! قال عبادة: فإن الله يقول: " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " قال صلى الله عليه وسلم: احفوا الشارب واعفوا اللحى ومعنى عفو اللحى أن يزال أثرها فقال الشيخ: صدق الله ورسوله سأجعلها كما أمر الله ورسوله فحلق لحيته وجلس في دكانه فكان كل من رآه وسأله عن خبره قرأ عليه الآية وروى له الحديث.
أنا علة: قيل لمريض: كيف نجدك! فقال: أنا علة قيل: وما معنى علة قال: أليس يقال للصحيح ليس به علة قالوا: نعم قال: أنا كما قال أنا علة.
أمي لا ترثني لأنها مطلقة: قيل لرجل: عندك مال وليس لك إلا والدة عجوز أن مت ورثت مالك وأفسدته فقال: إنها خطبة الزواج: قال أبو الأسود لابنه: يا بني إن ابن عمك يريد أن يتزوج ويجب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبة فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة فلما كان في اليوم الثالث قال أبوه: ما فعلت قال: قد حفظتها.
قال: وما هي قال: اسمع الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوكل عليه ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح فقال له أبوه: أمسك لا تقم الصلاة فإني على غير وضوء.
تعلم الولد الحساب: أسلم رجل ولده إلى الكتاب فلما كان بعد حين قال له والده: تعلمت شيئاً من الحساب قال: نعم قال: فخذ خمسين وخمسين كم تعد قال: أربعين قال: يا مشؤوم ثلاث خمسينات ما يحصل معك منها خمسين ثم حبسه عن الكتاب وقال: لا أفلحت.
العائد المغفل: مرض صديق لحامد بن العباس فأراد أن ينفذ ابنه إليه ليعوده فأوصاه وقال: يا بني إذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض: ما تشكو فإذا قال: كذا وكذا فقل له: سليم إن شاء الله وقل: من يجيئك من الأطباء فإذا قال: فلان فقل: ميمون وقل: ما غداؤك فإذا قال: كذا وكذا فقل: طعام محمود.
فذهب.
فدخل على العليل وكان بين يده منارة فجلس عليها لارتفاعها فوقعت على صدر العليل فأوجعته ثم قال للمريض: ما تشكو فقال: أشكو علة الموت فقال: سليم إن شاء الله فمن يجيئك من الأطباء قال: ملك الموت قال: مبارك ميمون فما غداؤك قال: سم الموت قال: طعام طيب محمود.
تقدم رجل إلى معلم ابنه فسأله أن لا يعلمه سوى النحو والفقه فعلمه مسألتين من النوعين: ضرب زيد عمراً ارتفع زيد بفعله وانتصب عمرو بوقوع الفعل عليه والأخرى من الفقه رجل مات وخلف أبويه فلأمه الثلث ولأبيه الباقي فقال له: أفهمت قال: نعم فلما انصرف إلى البيت قال له أبوه: ما تقول في ضرب عبد الله زيداً قال: أقول: ارتفع بفعله وما بقي للأب.
صندوق التاجر: كان لبعض التجار المياسير ابن أبله فقضي أن صار الأب إلى حانوته يوماً فوجد اللصوص قد أخذوا صندوقاً له كان فيه صامت كثير وأسباب جميلة فجلس الرجل والناس يعزونه ويدعون له بالخلف فبينما هم كذلك إذ أقبل ابنه فلما قرب من حانوت أبيه ورأى الناس سأل عن الخبر فقالوا: دخل اللصوص حانوت أبيك وأخذوا الصندوق الذي كان فيه ما كان فضحك وقهقه وقال: لابأس ما فاتنا شيء فظن الناس أنه خبأه أو يعرف خبره فأسرعوا إلى أبيه فبشروه بأن ابنه قال كذا فقال له أبوه: ما الخبر وأي شيء عندك في هذا الأمر قال: مفتاح الصندوق عندي فلا يقدرون أن يفتحوه فقال أبوه: عجبت والله أن يكون عندك فرح.
هاشمي أم علوي: قال بعضهم: دخلت على نصر الرصيفي في منزله فإذا ابنه يصايحه في شيء وقد ارتفعت أصواتهما فقلت ما هذا فقال: هذا يزعم أن علي بن أبي طالب هاشمي فقلت أنا: بل علوي فاحكم بيننا.
فقلت أنا: هو علوي ألا ترى إلى اسمه علي فقال لي: ابصق في وجهه فقلت: كلاكما يستحق ذلك.
شيخ يتعاطى النحو: كان بسجستان شيخ يتعاطى النحو وكان له ابن فقال لابنه: إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة.
[color:e9
|
|