هل سألت نفسك يوما من أيام رمضان لماذا فرض الله علينا الصوم؟
لماذا نجوع ونعطش في هذا الحر؟
لماذا نمتنع عن الطعام والشراب لأكثر ما يزيد عن 15 ساعة يوميا؟
لماذا كل هذا؟
هل هو هباءا منثورا؟
هل هو بدون فائدة أو حكمة؟
جل ربنا وتعالى عن أن يأمرنا بشيئ لا حكمة من ورائه ولا فائدة..
هيا نعرف لماذا..
الصيام شرعًا:
التعبد لله تعالى بالإِمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ
مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ
لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185:183]
للصيام فضل عظيم وثواب جزيل مضاعف فقد أضاف الله الصيام إليه تشريفًا وتعظيمًا، ففي الحديث القدسي
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ،
الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّاالصيام، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ
وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ
رِيحِ الْمِسْكِ» .
حكمة مشروعية الصيام أو لماذا نصوم؟!!
1- تحقيق تقوى الله في الاستجابة لأمره والانقياد لشرعه، قال - عز وجل -: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
2- تعويد النفس على الصبر، وتقوية الإ رادة في التغلب على الشهوات.
3- تعويد الإنسان على الإحسان، والشفقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنه إذا ذاق طعم الجوع فإن ذلك يرقق
قلبه وشعوره نحو إخوانه المحتاجين .
4- تحقيق راحة الجسم وعافيته في الصيام.
نعم إخوتي..هذه هي بعض الحكم..
فأين صيامك من تحقيقها؟!!
وأي منها نجحت في تحصيلها؟!!
وكم فائدة فزت بها ؟!!
إننا حين نسأل عن مراد الله من عبادة ما , لا ينبغي أن يكون سؤالنا عنه لمجرد الثقافة الذهنية الباردة أو
لمجرد المعرفة السلبية التي لا ترقى لعمل , وإنما يجب أن يتحول هذا المراد وتلك الحكمة إلى أهداف أكيدة
نضعها نصب أعيينا ونحن نؤدي تلك العبادة ونسعي إلى تحقيقها بكل ما أوتينا من قوة وإرادة وعزيمة
وإيمان.
فأينا سيخرج من رمضان وقد حقق التقوى فيمسي ويصبح وربه لا يجده حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره؟!!
وأينا سيخرج من رمضان وقد أضحى من ذمرة الصابرين على البأساء والضراء وحين البأس , والصابرين
على الطاعة والصابرين عن المعصية والصابرين على ما قدره الله سبحانه وتعالى؟!!
وأينا سيخرج من رمضان وقد انتصر على نفسه وأذل هواه الذي طالما أذله طويلا وتحرر من عبودية الدنيا
ومن قيود الشيطان وأغلاله ليكون عبدا لله وحده حرا عن ما سواه , فلم تعد تذله نظرة أو شهوة أو رغبة أو
نزوة أو معصية؟!!
وأينا سيخرج من رمضان وقد أحسس بلوعة جوع الفقراء والمحتاجين , ومرارة الحاجة التي تضطرهم كثيرا
إلى أكل بقايا الطعام في القمامة , وقد أحس بأهلنا في الصومال الذين لا يجدون ما يقيمون به أجسامهم؟!!
هيا أحبابي لنعزم جميعا ألا يخرج أحد من من رمضان إلا وهو كل هؤلاء..
إلا وقد حققنا مراد الله من صيامنا..
إلا وقد حررنا أنفسنا من كل ما يدنسها ويؤذيها..
فلنستعن بالله وندعوه أن يعيننا على الصيام كما يحب ويرضى وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم..
وإليك هذا الفيديو عن الصيام يا أخي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأخيرا أذكركم باغتنام الوقت الذي نقضيه على هذه الشبكة وأن نجعل منها منبرا عالميا لنشر الإسلام
ونبراسا يهدي الحيارى والتائهين وذلك بنشر المواقع الذي تقدم الإسلام باللغات كالبوابة الإسلامية:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]