فجر اليوم في حوالي الثالثة صباحاً تم إختطاف "عبودة" من شباب ألتراس الزمالك من شارع مجلس الوزراء و سحبه الى داخل مقر مجلس الشعب هو و شاب آخر ليخرح بعدها عبودة بعد نصف ساعة تقريبا في حالة إعياء شديد و جاء الخبر بعد أقل من ربع ساعة من القصر العيني "توفي عبودة" هكذا كانت بداية أحداث إعتداء قوات من الجيش و الشرطة برصاص حي على المعتصمين في شارع مجلس الوزراء أمس الجمعة و التي بدأت بعد تجمهر المعتصمين بالمئات مطالبين بإخراج الضابط المسئول عن مقتل عبودة و البحث عن مصير الشاب الآخر الذي كان معه.
ولكن البداية جاءت قبل ذلك أيضاً بشكل يؤكد أنه كانت هناك نية مدبرة لفض هذا الإعتصام و إعتقال كافة المشاركين به فضلاً عن قتلهم .
بداية النهاية جاءت مع فتح الميدان و تقلص عدد المعتصمين و سماحهم منعاً لأى إتهام لهم بتعطيل حركة المرور و المصالح بفتح الطريق من و إلى الميدان فكانت النتيجة ما يزيد عن عشرين حالة إختطاف في أقل من أسبوع، إلتقينا بعدد كبير منهم مساء الأربعاء الماضي في الميدان بعد عودتهم من رحلة الإختطاف التي تراوحت ما بين 4 ـ 24 ساعة تعرضوا لها جميعاً على يد أفراد ـ يتبين لهم ـ إنتمائهم لجهاز امن الدولة .
مصطفى العرباوى أحد كوادر تنظيم اللجان الشعبية بالميدان الحاصل على بكالورويوس تجارة و عضو فرقة التايكوندو بنادى حلوان العام نقل لنا صورة عامة عن ما يدور هناك، قال جميعنا لنا نفس القصة ، لا ننتمي لأى تيارات سياسية و لكن جميعنا ممن شاركنا بالثورة من يومها الأول قررنا عدم فض خيماتنا و الرحيل من الميدان قبل تقديم قتلة أخواتنا في محمد محمود و من قبلهم من إستشهدوا في يناير الماضي الى المحاكمة بل و صدور أحكام عادلة ضدهم، و منذ احداث محمد محمود و نحن نتابع خطف الكثير من بيننا سواء عند نزولهم للمترو او من مداخل شارع محمد محمود و لكن الوتيرة زادت بقوة بعد أن وافقنا على فتح الميدان لرد أى إتهامات بتعطيل المرور و مصالح الناس و كانت النتيجة إنتشار سيارات لا تحمل أرقام على أطراف الميدان، شاهدنا ثلاث سيارات جيب شروكي سوداء و رمادية بلا لوح رقمية و ميكروباصات سوزوكي تخطف شاب من ناحية المتحف المصري او كوبري قصر النيل فيختفي لمدة يوم ثم يعود ليحكي ما تعرض له من ضرب أثناء توجيه أسئلة له حول المتواجدين في امديان و عرض صور لنا و نحن باللجان الشعبية مما أتضح انهم يستهدفون "الكوادر بالميدان".
حسن حزين ـ 24 سنة ـ ميكانكي من الوايلى يحكي قصته فقال: ليل الثلاثاء الماضي سمعنا عن عودة هذه السيارات الخاطفة توجهنا سريعاً ناحية مسجد عمر مكرم و بقيت وحدي عند مدخل اللجنة الشعبية هناك فمرت سريعا سيارة شروكي و تم سحبي لداخلها، غموا عيني و الضرب شغال لكن حسبت المسافة اللى مشيناها كانت حوال 2 كيلو ثم أخذوني لمبنى صعدت فيه 3 أدوار و توقعت على حسب المسافة اما ان يكون قسم عابدين او مبنى أمن الدولة في لاظوغلي ، عروضا علي صورة و فيديوهات و سألوني عن أشخاص و قاوا لى بالنص بعد أن كسر ذراعي و قبل أن يلقون بي مساء اليوم الثاني عند السفارة الإٍسرائيلية: قول لشوية الكلاب اللى عندك لو ما مشيتوا بالذوق هتتدبحوا يوم الجمعة.
مصباح محمد محمدي نائب رئيس اللجان الشعبية ـ 38 سنة ـ حكي لنا و هو ينزف دم من حلقه فور عودته من رحلة الإختطاف عصر الأربعاء الماضي: كنت ناول من قتحة المترو عند طلعت حرب اقترب مني واحد لابس ملكي و قال تعالي معايا قلتلته انت مين شتمني بألفاظ خارجة وحط سلاح في جنبي مشيت معاه و خرجنا من فتحة المترو عند المتحف هناك اتضربت على مؤخرة راسى و خدوني في عريبة شروكي سودا و رحت لمكان مش عارفه لأني كنت متغمي و ضربوني و سألأوني نفس الأسئلة و قالوا وزير الداخلية الجديد قال الإعتصام ممكن يتفض في ربع ساعة.
ليسوا وحدهم قابلنا أيضا مينا عادل و روماني المصري من شباب إتحاد ماسبيرو و رامي السويسى و باسم السويسى أيضاً ، أسماء لا تمثل رقم في خرائط القىو السياسية و لكنها أسماء شهيرة بالميدان كأهم الكوادر المحترفة للإعتصام ، تعريفهم الوحيد لأنفسهم "ثوار" توقعوا هذا الفض و لم يهتزوا بل استمروا و قالوا في لقائنا بهم عصر يوم الأربعاء: احنا هنتضرب، و انشروا الكام ده كله و قولوا كما عشان الداخلية الو جيش يعرفوا احنا هنرجع تاني و مش هنسيب حق اخواتنا.