حافظ برشلونة على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم بعد تحقيقه فوزاً صعباً 2-1 على ضيفه ملقا في إطار المرحلة الرابعة والعشرين من المسابقة، في الوقت الذي واصل فيه غريمه ريال مدريد الضغط بفوزه العريض خارج ملعبه على تينيرفي 5-1.
تقدم برشلونة في الدقيقة 69 عبر اللاعب الشاب بيدرو، ثم عدل فالدو النتيجة للضيوف قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق، قبل أن يسجل له النجم الأرجنتيني ميسي هدف الفوز في الدقيقة 84.
الشوط الأول
دخل الفريق الكاتالوني اللقاء وهو مهدد بفقدان الصدارة لصالح غريمه ريال مدريد للمرة الأولى منذ المرحلة الحادية عشرة، بعد أن حقق الأخير فوزاً عريضاً على تينيرفي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.
وكانت كل الترشيحات تصب في مصلحة أصحاب الأرض كونهم لم يخسروا على ملعب كامب نو في الدوري منذ انطلاق الموسم، كما أنه لم يواجه من قبل صعوبة في التغلب على ملقا في ملعب كامب نو في الأعوام الأخيرة، وانتهت نفس المباراة الموسم الماضي بفوزه بسداسية نظيفة.
ولكن المهمة لم تكن سهلة لأن ملقا كان في أفضل حالاته منذ انطلاق الموسم فلم يخسر في آخر أربع مباريات وحقق خلالهما أول انتصارين خارج ملعبه هذا الموسم.
أبرز التغييرات في تشكيلة برشلونة كانت عودة البرازيلي داني آلفيش في الرواق الأيمن بعد غياب دام قرابة الشهر، وأبرز الغيابات المدافع الفرنسي آبيدال عوضه البرازيلي ماكسويل
في المقابل عاني ملقا من عدد كبير من الغيابات بسبب الإصابة والإيقاف أبرزها المدافع الأيمن خيسوس غاميز الذي تلقى بطاقة حمراء في المباراة الأخيرة امام لإسبانيول، والمهاجم الإكوادوري فيليبي كايسيدو وهو ما منح فرصة من المدرب خوان لوبيز مونييز للدفع بالمهاجم النيجري الشاب فيكتور أوبينا.
سيطر برشلونة على اللقاء منذ دقائقه الأولى، ولكن رغم ذلك كانت المبادرة الهجومية الأولى لمصلحة الضيوف في الدقيقة السابعة ندما تحصل أوبينا على ركلة حرة مباشرة بالقرب من الجهة اليسرى لمنطقة جزاء البرسا، سددها البرتغالي الخطير دودا بمهارة في الزاوية القريبة وأبعدها الحارس فيكتور فالديز أبعدها بصعوبة.
واستفاق برشلونة بعد هذه الفرصة فأحكم قبضته على مجريات الشوط الأول ولم يسمح للضيوف بالخروج من نصف ملعبهم، فرد ميسي سريعاً بكرة جميلة انتزعها في منتصف الملعب وراوغ بمهارة قبل أن يدخل المنطقة ويسدد كرة قوية ابعدها المدافع البرازيلي ويلينغتون في الوقت المناسب.
وتوالت غارات الفريق الكاتالوني على مرمى ملقا فسدد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش كرة قوية من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 25 مرت على بعد سنتيمترات قليلة من القائم الأيمن، عاد بعدها المتألق ميسي ليقدم فاصل جديد من المراوغة ويخترق منطقة جزاء ملقا من الناحية اليسرى قبل أن يسدد الكرة من مسافة قريبة فوق العارضة بغرابة.
في الدقيقة 37 مرر إنييستا كرة عرضية من اليسار قابلها تشابي داخل المنطقة وسددها بطريقة رائعة ولكن الحارس الأوروغواياني غوستافو مونيا أبعدها إلى ركنية.
ومع اقتراب الشوط من نهايته، هاجم أصحاب الأرض بضراوة لتسجيل هدف السبق ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وكانت أخطر الفرص عبر بيدرو الذي تلقى تمريرة داخل المنطقة من ميسي، ولعبها عرضية أمام المرمى ولكن إبراهيموفيتش لم ينجح في اللحاق بها، وعاد بيدرو في الوقت الضائع ليمر بمهارة في اليمين ويرسل كرة عرضية غلى ميسي، فشل الأخير في السيطرة عليها ليسددها في النهاية إنييستا بالقرب من القائم الأيمن.
الشوط الثاني
مع انطلاق الشوط الثاني، دفع مدرب ملقا باللاعب فالدو بدلاً من المدافع الأيسر مانو توريس خوفاً من تعرض الأخير للطرد بعد تلقيه بطاقة صفراء في الشوط الأول. ولعب فالدو في الجهة اليسرى بدلاً من دودا الذي عاد للقيام بمهام توريس الدفاعية.
ولم يختلف الحال كثيراً في بدايات الشوط الثاني مع توالي هجمات الفريق الكاتالوني، فحاول إبراهيموفيتش بكرة رأسية في الدقيقة 51 أبعدها الحارس مونيا بصعوبة إلى ركنية. وعاد النجم السويدي بعدها بدقائق ليلعب كرة رأسية أخر أبعدها المدافع ويلينغتون من على خط المرمى.
وواصل برشلونة الضغط الهجومي حتى نجح أخيراً في افتتاح التسجيل في الدقيقة 69 عبر الخطير بيدرو الذي سدد كرة قوية بالقدم اليمنى من على أطراف منطقة الجزاء سكنت شباك الحارس مونيا رغم محاولة الأخيرة المستميتة لإبعادها.
ومع استمرار الفريق الكاتالوني في إضاعة الفرص وفقدانه للتركيز أمام مرمى الضيوف، فاجا البديل فالدو الجميع بإحرازه هدف التعادل في الدقيقة الثمانين بعد أن تبادل الكرة ببراعة في منتصف الملعب مع النيجيري أوبينا، ونجح في كسر مصيدة التسلل لينفرد بالحارس فالديز ويضع الكرة بهدوء داخل المرمى.
ولكن برشلونة رد سريعاً ونجح في العودة للمقدمة بعد أربعة دقائق فقط بعد أن قدم لاعبوه فاصل رائع من التمريرات القصيرة انتهت بتمريرة بينية من تشابي إلى ألفيش داخل المنطقة، لعبها الأخير عرضية أمام المرمى لميسي ليضعها الأخير بسهولة في المرمى مسجلاً هدفه السابع عشر في الليغا هذا الموسم.
وأضاف إبراهيموفيتش هدف ثالث للفريق الكاتالوني قبل ناية اللقاء بدقيقة واحدة ولكن الحكم روبينوس بيريز ألغاه محتسباً خطأ على اللاعب السويدي لدفعه أحد لاعبي ملقا.
ونجح برشلونة في الحفاظ على النتيجة حتى صافرة النهاية ليحقق فوزه الثاني عشر على ملعب كامب نو بعد وقت عصيب أمام غريمه الأندلسي وليحتفظ بالصدارة على بعد نقطتين من ريال مدريد.
هيغوين يقود ريال لفوز عريض
كان ريال مدريد قد واصل عروضه الهجومية القوية وحقق فوزه السادس على التوالي وجاء على حساب ضيفه الجريح تينيريفي 5-1 السبت.
وتصدر النادي الملكي الترتيب لأول مرة منذ ثلاثة أشهر وبفارق نقطة عن غريمه برشلونة حامل اللقب، وذلك بانتظار مباراة الأخير مع ضيفه ملقة لاحقاً.
ويدين فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني بفوزه التاسع عشر إلى الأرجنتيني غونزالو هيغوين الذي سجل هدفين ومرر كرة الهدف الثالث ليمهد الطريق له من أجل حصد النقاط الثلاث.
وافتتح هيغوين التسجيل في الدقيقة 29 بعد تمريره من البرازيلي مارسيلو، ثم أضاف الثاني في الدقيقة 42 بعد تمريره من مواطنه ايزيكييل غاراي، ليرفع رصيده إلى 16 هدفاً.
ومع بداية الشوط الثاني خطف تينيريفي الذي يصارع من أجل تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية لأنه يحتل المركز التاسع عشر قبل الأخير، هدف تقليص الفارق بكرة رأسية من غارسيا بيريز لوبيز اثر عرضية من خوان نينو (46).
واحتج لاعبو ريال على الهدف لأن لوبيز ارتكب خطأ على الحارس ايكر كاسياس في طريقه لوضع الكرة برأسه داخل الشباك لكن الحكم رافايل دومينغيز طالب بمواصلة اللعب وسرعان ما عوض النادي الملكي وسجله هدفه الثالث عبر البرازيلي كاكا بعد عرضية من هيغوين الذي فرض نفسه نجماً للمباراة دون أي منازع.
وعزز البرتغالي كريستيانو رونالدو تقدم ريال في الدقيقة 80 وسجل هدفه الثالث عشر من ركلة جزاء بعدما لمس ايزيكييل لونا الكرة بيده داخل المنطقة معترضا تسديدة الهولندي رافاييل فان در فارت الذي دخل في الشوط الثاني بدلاً من استيبان غرانيرو.
واختتم القائد راؤول الذي دخل بدوره في الشوط الثاني بدلاً من هيغوين، المهرجان التهديفي الثاني لريال بعد سحقه فياريال 6-2 في المرحلة السابقة بعد تمريره من فان در فارت.
ورفع ريال مدريد من خلال الأهداف التي سجلها اليوم رصيده إلى 22 هدفاً في مبارياته الست الأخيرة و64 في 24 مباراة، فيما تلقت شباكه 18 هدفاً حتى الآن.
سرقسطة يعبر خيتافي بثنائية
وفي مباراة ثالثة، عزز الدولي التشيلي هومبرتو سوازو حظوظ سرقسطة بالبقاء بين الكبار بعدما قاده للفوز على مضيفه خيتافي 2-صفر.
وسجل سوازو الهدف الاول في الدقيقة 3 مستفيداً من خطأ فادح لدفاع خيتافي، ثم أضاف الثاني في الدقيقة 20 بكرة رأسية ليمنح فريقه الذي عاد هذا الموسم إلى دوري الأضواء، فوزه الثاني فقط خارج قواعده والسادس هذا الموسم ليرفع رصيده إلى 24 نقطة في المركز السابع عشر