أكد الكاتب (برين براون) أستاذ تاريخ وسياسة الشرق الأوسط في جامعة شيلر الدولية الأمريكية، أن الثورة المصرية لم تنته وغير قابلة للانتهاء، محللا للوضع السياسي في مصري، بأنه معقد وغاية في التداخل والتشابك بين الأطراف المتناقضة، وموضحا أن الوضع في مصر يحتمل 3 سيناريوهات كل منها قابل للحدوث وبقوة.
وأوضح الكاتب في مقالته بعنوان "ثورة مصر لن تنتهي وغير قابلة للانتهاء...3 سيناريوهات"، في صحيفة (هف بوست وورلد) الأمريكية أن مشهد مصر السياسي نسيج معقد من التحالفات المتغيرة، التي تتصارع على السلطة، وكل منها له تطلعاته الديمقراطية، كما يملأهم جميعا الخوف من فقدان أي امتيازات حصلوا عليها في أزمان سابقة.
وأشار الكاتب إلى أن السيناريو الأول: يحتمل انتصار الجانب الذي يضم قوى النظام القديم، بما فيهم الجيش والشرطة وأنصار الرئيس السابق حسني مبارك، وكوادر الحزب الوطني، ومجتمع الأعمال والاستثمار، موضحا أنه وعلى مدى 60 عاما من البيروقراطية الفاسدة، حصلت هذه الفئات على امتيازات هائلة، في ظل حكومة استبدادية وممارسات الكسب غير المشروع الرسمي، مؤكدا أنها لن تتخلى عن امتيازاتها بدون قتال، أو تسلم لحكم مدني، وأحكام القضاء على ممارسات الفساد التي ارتكبوها.
وأوضح براون أن أفراد هذه الفئة ممن نمت دهونهم تحت حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، يتراوح عددهم بين 2-3 ملايين فرد، مؤكدا أن هذا العدد الضخم من الفاسدين لديهم الكثير ليخسروه في أي إعادة تنظيم السلطة، فهم يرأسون الجيش والمال والسياسة، مشيرا إلى أنه على رأس المجلس العسكري والحاكم المؤقت للبلاد 20 جنرالا ثريا لن يستسلم أحدهم بسهولة.
وأضاف براون أن السيناريو الثاني يحتمل فوز الثوريين: من جيل الفيس بوك وأبناء الطبقة الوسطى بكافة مستوياتها بدءًا من الدنيا وحتى العليا، الآملين في الديمقراطية، إلى جانب الناصريين الذين يأملون في إعادة الدولة الاشتراكية، فضلا عن مجموعة من أبناء الطبقات الدنيا الفوضويين والانتهازيين، بالإضافة إلى اللاعبين الأساسيين بالثورة المصرية وهم الإسلاميين الذين وصفهم الكاتب بفسيفساء السياسية في مصر.
وأكد أن فوز الثوريين بما يضموه من فئات وأقطاب مختلفة لن يكون سهلا أو سريعا وسيتطلب سنوات من التطهير والتخلص من كل فضلات النظام السابق كما سيتطلب ذلك الالتفاف حول شخص أكثر مدنية، مدعيا أن أفضل الشخصيات العامة والقريبة من الناس في هذا الصدد سيكون المرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي.
واستطرد الكاتب حديثه عن السيناريو الثالث والأخير للمشهد السياسي المصري، واصفا السيناريو الثالث بالسخرية، وموضحا أنه سيعود بمصر إلى الوضع الراهن، وربما الأكثر تراجعا، كما سيحمل التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للبلاد، وخاصة من حلفاء مصر الأقوياء، كالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.
وأكد الكاتب بعد استعراضه للسيناريوهات الثلاثة أن الأول محتمل الحدوث ولكنه سيكون وحشيا للغاية، ولعل الثالث سيكون الأكثر حفاظا على التوازن في العلاقات الداخلية والدولية على حد سواء، أما الثاني رومانسي جذاب، مؤكدا أنه في كل الأحوال أن الثورة المصرية التي مرت دون إراقة للدماء، استطاعت قطع رأس الثعبان، ولكن جسده لا يزال حيا