قال د.محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إنه يصدق المجلس الأعلى للقوات المسلحة عندما يقول إنه ليس لديه مرشح لمنصب الرئاسة، مؤكدا أن الحملات الداعية لترشيح المشير حسين طنطاوي مصطنعة وليست لها علاقة بالمشير ولا بالقوات المسلحة.
وأوضح العوا أن تلك الحملات لا تهدف سوى لإحداث وقيعة بين الشعب والجيش، كما أكد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يكون منحازا لأي طرف وقت الانتخابات الرئاسية.
وعن التوقعات بشأن البرلمان القادم.. قال العوا - خلال المحاضرة التي ألقاها مساء أمس السبت على هامش انطلاق سلسلة محاضرات "جمعية مصر للثقافة و الحوار"تحت شعار" مصر من القهر إلى الحرية"- إن البرلمان القادم في تصوره لن يكون متجانسا، ولكنه سيكون موزعا بين قوى كثيرة تشكل تحالفات لأنه لا توجد قوة يمكنها تشكيل البرلمان بمفردها.
وأضاف العوا أن الدعوة إلى "ميثاق شرف" فيما يتعلق بالانتخابات القادمة لا بد ألا تقتصر على الإسلاميين وأن يشارك فيها جميع المرشحين بهدف التنافس لمصلحة الوطن وليس من أجل المنصب، ورأى أن التحالفات السياسية الحزبية لخوض الانتخابات القادمة ظاهرة إيجابية، وأن العدد الكبير من الأحزاب ربما ينتهي إلى بضعة أحزاب.
وقال العوا إنه لا يساند قرار منع استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات إسلامية أو مسيحية، ورأى أن استخدام هذه النوعية من الشعارات حق للجميع طالما لم تتضمن تجريحا أو إهانة.
دعا العوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى إعلان خطة انتخابات الرئاسة الآن وإلى إجرائها قبل وضع الدستور حتى تتم العملية السياسية وفقا لما جاء في الإعلان الدستوري ويتم الوصول إلى دولة مدنية منتخبة قبل نهاية إبريل 2012.
وقال العوا إنه كان يفضل لو كان واضعو التعديلات الدستورية قد أعلنوا إلزاما صريحا وليس ضمنيا بترتيبات المرحلة الانتقالية ومواعيدها قائلا إن طول فترة الجدل حول الدستور والانتخابات والمبادئ فوق الدستورية أدى إلى إطالة تلك المرحلة التي يمكن أن يطلق عليها "محلك سر"، الأمر الذي أدى إلى الحديث عن "استعادة الثورة" أو "الثورة الثانية"، وأعرب العوا عن خشيته من حدوث ذلك إذا لم تكن هناك خطة واضحة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في يناير المقبل.
على صعيد آخر، وصف العوا صفقة تبادل الجاسوس ايلان جرابيل بـ 25 سجينا مصريا بأنها نجاح يحسب للمخابرات المصرية، مؤكدا أن الصفقة تعد بادرة جيدة نحو الاهتمام بسيناء كون جميع السجناء العائدين من أهاليها.
وعن أزمة المحامين والقضاة قال العوا إنها فتنة مصطنعة لم يسبق وأن حدثت في التاريخ ويجب أن تحل داخل البيت القضائي دون أي تدخل من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو وزارة الداخلية.
وحول تجربة الانتخابات التونسية قال العوا إنها أسفرت عن نجاح أشخاص يمثلون الإسلام الوسطى دون استبعاد لأي طرف آخر، مشيدا بأداء الشعب التونسي في ثورته وانتخاباته.
وفي الشأن السوري قال العوا إن ما يجري في سوريا هو ثورة شعبية هائلة تعم البلاد، مضيفا أنه من غير المعقول أن يقتل نظام شعبه بهذه الطريقة وأن العناد والاستكبار ليس لهما نهاية إلا مصيري حسني مبارك والقذافي مؤكدا أن ذلك ينطبق أيضا على اليمن.
أما بالنسبة للأزمة في البحرين أوضح العوا أنه التقى مع عدد من الوفود الممثلة للمعارضة البحرينية واستخلص وجود خلاف سياسي عميق بين قسمين، واحد بدأ وجوده كأقلية ومع التجارة والسيطرة على الأموال تحولوا إلى أكثرية مع إعراض السنة عن كثرة الإنجاب، وأضاف أن المشكلة السياسية الحالية ليست لها علاقة بالطائفية، منوها إلى أن الخلاف سياسي حقيقي بين أقلية حاكمة وأكثرية محكومة، وأكد أن حل الأزمة لن يكون من خلال السيوف ولا الرصاص، ولكن بالجلوس إلى مائدة عقل وحكمة