قال الشيخ أحمد المحلاوي – خطيب مسجد القائد إبراهيم – أن الانتخابات القادمة أمانة على كل مسلم ، مطالبا من المصلين آداء تلك الأمانة لأنها تعتبر شهادة حق أمام الله .
وأضاف في خطبة اليوم الجمعة ، أنه كل من يتخلف عمدا عن الإدلاء بصوته مسؤل أمام الله عن تلك الشهادة ، ومعرض للإثم ، قائلا " لا إيمان لمن ليس له أمانة".
وأشار أنه ليست العبرة في اختيار الأقرب أو الأغنى ، إنما العبرة في اختيار الأصلح لذلك البرلمان، مشيرا أنه أيضا تقع أمانة أثقل على المرشحين أنفسهم وأن الأمانة في أعناقهم أثقل وأشد ، لأنهم معرضون لإغراءات إما أن يكونوا قدر تلك الأمانة وإلا فويل لهم لما صنعوا.
ووجه رسالة إلى جميع المرشحين للانتخابات القادمة "هل سألوا أنفسهم ما الذي جعلهم يتقدموا للترشح، إذا كان السبب هو حب البلد والمسؤلية فهنيئا لهم ، وأن كان العكس فبئسا لما اختاروا لأنفسهم"، وتابع "مضيفا أن نواب البرلمان سيكون على عاتقهم مسؤلية عظيمة لأنهم على ذروة التشريع ، "فإما تشريع لما أنزل الله ،وإما أن يضعوا تشريع لما لم ينزله ، فمن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون الظالمون".
ووجه المحلاوي رسالة شديدة اللهجة إلى المجلس العسكري قائلا "أخطأ المجلس العسكري خطأ فاحشا فأصبح من أكبر سوءاته أن يسمح لعودة الفلول بشراسة ليفسدوا البلاد مجددا "، مضيفا أنه كان يجب على المجلس العسكري ألا يولي من علم أنه مفسدا مرة أخرى ،والناس جميعا متفقون على أن العصر الماضي كان زخما بفساد القلوب لم ينجو منهم إلا من عصمه الله ، ولكن المجلس لم يفعل ذلك" .
وأكد المحلاوي أن إصلاح البلاد لا زال بأيدي الشعب بأصواتهم ،قائلا " أصواتكم أمانة قادرة على إسعادكم أو إحزانكم ، قادرة على تولية العقلاء الحكماء" متابعا " أملنا فيكم أن هؤلاء الفلول الذين لن يستطيع القانون إقصاءهم أن تبعدوهم بأصواتكم فالصناديق هي التي تقصيهم، والذي ينبغي أن يعرفه الجميع أن الدنيا دين وأن الدين دنيا ، والله ما جعل الدنيا إلا لنشر الدين ،وما جعل الدين إلا ليصلح الدنيا" .
وحذر المحلاوي من أن يقع الناس في خطأ تولية من يعصون الله للبلاد ، قائلا "هناك أناس يتحدون دين الله سافرين ، أفتعطون أصواتكم لمن يتحدى دين الله ، أترضون أن يسألكم الله لماذا أوليتم الطريق الآخر طريق عداوة الله " ،وتابع "استعطون أصواتكم للذين يعاملوكم مثل الكلاب كانوا يطعمونكم الأغذية الفاسدة ، وتعتبرونها أمانة "، مؤكدا أن الله طهر الساحة حتى تعود الدعوة الإسلامية والخلافة على نهج الرسول .
وتحدث المحلاوي عن مقتل القذافي وانشغال الناس بكيفية مقتله والتحقيق فيها ، واصفا انشغال الناس بالتحقيق في مقتل القذافي بالتفاهات قائلا " البحث عن مقتل القذافي من تفاهات التفكير فليذهب هو ومن معه للهاوية، هذا الرجل دمه حلال منذ زمن لأنه قتل الكثير ، والذين قتلهم لم يكن لهم قيمة بالنسبة له ، هذا رجل مباح الدم" مشيرا أن القذافي قتل الكثير من المواطنين بلا رحمة ولم يتعظ حتى لحظة موته.
ووجه رسالة لباقي حكام الدول العربية أن يتعظوا كي لا يصلوا لنفس المصير الذي واجهه القذافي ،مشيرا إلى أن كل من يتكبر ويطغى يعميه الله ويغضب عليه ، قائلا "عبد الله صالح الذي أسود وجهه لم يعتبر بعد ، وغيره لم يعتبر الله أعماهم ، الله يمهل للظالمين ولكنه لا يهمل "، مضيفا "كلمة الله ستمتد لتحرر الأمم الإسلامية المغلوبة على أمرها رغم أنف صالح والأسد وغيرهم".