هل انسحب الوفد من التحالف الديمقراطي أم لا؟ الحزب الليبرالي يؤكد ذلك، لكن حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين ينفى ذلك. انسحاب الوفد، الذي يرجح صحته، يأتى بعد تحالف قارب الأشهر الثلاثة، مع حزب جماعة الإخوان المسلمين، والتحالف الديمقراطى الذى يضم 38 حزبا، وتنسيق انتخابى كان متوقعا بينهم.
عضو الهيئة العليا للوفد، محمد سرحان أرجع الانسحاب إلى رفض حزب الحرية والعدالة الدولة المدنية، وتصميمه على قيام دولة إسلامية، مضيفا أن التحالف الديمقراطى كان بمثابة ضغط على حزب الوفد، على الرغم مما سببه التحالف مع الإخوان من خلافات داخل الحزب.
سرحان أضاف أن الحزب دعا يوم الخميس الماضى الهيئة العليا للوفد، وتم اتخاذ قرار الانسحاب بالإجماع، مبررا ذلك بظهور بوادر خلافات تحالف 1984، وهو «ما لن نقبله»، معتبرا أن الإخوان يريدون دولة إسلامية لا مدنية، مضيفا أن ما ساعد على اتخاذ القرار هو رفض القوى السياسية الاتفاق على قائمة وطنية موحدة، وبالتالى فلا مجال للتحالف وعلى الجميع النزول والمنافسة، موضحا أن الوفد لن يدخل فى تحالفات أخرى، لكنه سيفتح الباب لكل الأحزاب الجديدة والليبرالية للنزول على قوائمه.
الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الدكتور سعد الكتاتنى، اكتفى بالقول إن التحالف ما زال مستمرا، وإن جميع أحزاب التحالف حريصة على بقاء التحالف قبل وفى أثناء وبعد الانتخابات، لتحقيق النهضة الشاملة، مشيرا إلى أنه يجرى الآن حوار بين الأحزاب المشاركة فى التحالف لوضع الصيغة النهائية للقوائم والمقاعد الفردية.
لكن يبدو أن قرار انسحاب الوفد، أحدث ارتباكا داخل صفوف حزب الحرية والعدالة، حيث نفى القيادى الإخوانى أحمد أبو بركة، صحة الخبر، موضحا أن هناك من يحاول الوقيعة بين الوفد والإخوان، لكنه لن ينجح.
مصادر ذكرت لـ«الدستور الأصلي» أن الخلاف بين الطرفين يرجع إلى الاختلاف على 5 دوائر بين الطرفين، فيما اعتبر الدكتور عمرو الشوبكى رئيس مركز البدائل، أن المشهد السياسى فى مصر بشكل عام يؤكد أن حقيقة الخلافات بين التيارات السياسية ترجع إلى قضية القدرة التنظيمية على خوض الانتخابات والقدرة على تقسيم وتوزيع الدوائر، ملمحا إلى أن هذا هو الخلاف الحقيقى بين الوفد والإخوان، مضيفا أن الإخوان لم تصرح بأنها تسعى لدولة دينية، لكن ما أصابها بعد الثورة من لغة استعلاء أخاف عددا كبيرا من القوى السياسية منهم، معتبرا أن وضع الإخوان أفضل لو فشل التحالف الديمقراطى، لأنها أكثر القوى تنظيما وقوائمها جاهزة، لكنها ستكون حريصة على البقاء على التحالف، لأنها بحاجة إلى دعم قوى مدنية وحزبية ذات ثقل أمام الشارع المصرى.