اليمن: مظاهرات حاشدة وصالح يطالب بعدم إسناد مناصب هامة لقيادات المعارضة صالح اتهم المعارضة بالمسؤولية عن تأخر توقيع اتفاق نقل السلطة
قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه سيتنحى عن السلطة بشرط أن لا يتولى معارضون بارزون مناصب كبيرة.
وبرر صالح في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست
الأمريكية موقفه بالقول" إذا نقلنا السلطة وكانوا هم في السلطة فهذا يعني
اننا استسلمنا لانقلاب".
وأضاف أنه لو سلم السلطة وظل هؤلاء في مراكز صنع القرار "فسيكون ذلك خطيرا للغاية، وسيؤدي إلى حرب أهلية".
ونفى صالح مسؤولية الحزب الحاكم عن تأخير توقيع
اتفاق نقل السلطة متهما المعارضة بذلك، وأكد أيضا أنه لن يترشح في
الانتخابات المبكرة التي ستجري بموجب الاتفاق.
وتضم المعارضة في صفوفها شخصيات أبرزها الشيخ صادق
الأحمر واللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الرابعة المدرعة التي انضمت
إلى المحتجين.
ويرى محللون أن صالح يقصد بتريحه عدم إسناد مناصب
هامة إلى الشيخ صادق وشقيقه حميد واللواء محسن الذي انشق في مارس /آذار
الماضي فيما وصف حينها بالضربة القوية لنظام الرئيس اليمني.
وترددت أنباء عن قيام دبلوماسيين في صنعاء بإجراء
مشاورات حول خطة لإنهاء الأزمة تتضمن ابتعاد اللواء محسن و أسرة صالح
وأعيان قبيلة الأحمر عن الحكم.
مظاهرات المظاهرات تواصلت في صنعاء للمطالبة بتنحي صالح
جاء ذلك بينما احتشد المتظاهرون المعارضون لنظام
الرئيس صالح اليوم في العاصمة صنعاء وسبعة عشر ميدانا في مختلف محافظات
البلاد فيما سمي بجمعة "النصر لشامنا ويمننا".
وندد المتظاهرون في اليمن بالفتوى التي اصدرها
مجموعة من رجال الدين الموالين للنظام والتي تعتبر معارضي الرئيس صالح بغاة
وتحرم التظاهرات في الشوارع والخروج على ولي الأمر.
كما تجمع أنصار الحزب الحاكم في مسجد الصالح بمديان البسعين في صنعاء في جمعة سموها " الحوار والاحتكام لصناديق الأقتراع".
ميدانيا استمرت الاشتباكات الخفيفة والمتقطعة بين
قوات حكومية مسنودة بمسلحين قبليين موالين للنظام وأنصار نائب رئيس
البرلمان حمير الأحمر في حي صوفان شمالي صنعاء كما سمع دوي انفجارات خفيفة
في حي شملان غربي العاصمة.
محادثات وقد بحث اللواء علي محسن قائد القوات المؤيدة
للمحتجين مع نائبة سفير المملكة المتحدة في صنعاء ليونا جيب مساء أمس
الجهود الدولية المبذولة لنقل السلطة سلميا وتجنيب اليمن مخاطر الحرب
الأهلية.
أما ياسين نعمان أحد زعماء المعارضة اليمنية فقال
الخميس ان عودة الرئيس صالح المفاجئة من السعودية أوقفت التقدم نحو اتفاق
لانتقال السلطة.
ويتولى نعمان رئاسة تحالف احزاب اللقاء المشترك
للمعارضة في اليمن، وقد اكد لرويترز أن معظم المسائل الصعبة فيما يتعلق
بانتقال السلطة تم حلها أو أوشكت.
ومن بين تلك المسائل خطط تنفيذ العملية الانتقالية وان يقوم نائب الرئيس -بدلا من صالح- بالدعوة الي انتخابات مبكرة.
وتساءل نعمان قائلا "كل الاطراف يبدو انها مقتنعة بما يجب ان نفعله وعليه لماذا لم ينفذ الحل؟."
وتجددت المناقشات لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق على الرغم من اشتباكات عنيفة على مدى ايام.
وكان صالح قد تراجع ثلاث مرات من قبل عن توقيع
خطة انتقال السلطة التي تم التوصل اليها بوساطة خليجية، وقد خول أخير
نائبه بتوقيع الاتفاق بالانابة عنه.
لكن نعمان قال ان هذا الترتيب يفتقر للمصداقية بعد ان عاد الرئيس الي القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء.
وفي جنيف يبذل وفد حقوقي يمني معارض للنظام جهودا
لتعديل موقف مجلس حقوق الانسان بشأن الانتهاكات المرتكبة بحق المتظاهرين
السلميين بعد أن اعتبروا موقف المجلس غير متناسب مع حجم تلك الانتهاكات كما
اتهم المجلس الوطني للقوى الثورية وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي
بتزوير الحقائق وتظليل المجتمع الدولي بشأن انتهاكات أرتكبت بحق
المتظاهرين.